ماذا لو كان من يتنقّل مهندسًا بيئيًا: نبذة عن Diane Stokes من إدارة الأشغال العامة Public Works

كانت Diane Stokes المقيمة في Cambridge والمهندسة البيئية، تقود دراجتها على طولMassachusetts Avenue لتوصيل ابنتها إلى المدرسة وإعادتها يومًا بعد يوم، مدركةً على نحوٍ واعٍ أو باللاشعور للعقبات المختلفة التي تواجهها خلال تنقّلها. طبيعتها التحليلية وخبرتها في المجال جعلتاها شديدة الانتباه حتى لأصغر التفاصيل المزعجة في هذا الشريان الحيوي للمدينة.

يمتد Massachusetts Avenue على طول 3.5 أميال تقريبًا عبر Cambridge، من Memorial Drive إلى Alewife Brook Parkway، وهو معروف بتحدياته المرورية التي اعتاد الكثير من السكان على تحمّلها مرغمين. ولكن Stokes، التي كانت تتنقّل عبر

Mass Ave لسنواتٍ منذ شبابها عندما كانت تعمل كموظفة صرافة بنكية في Harvard Square، وجدت نفسها الآن في مركز صنع القرار متمتعةً بالقدرة على إحداث تغيير فيه.

تقود Stokes جهود التصميم الهندسي لمشروع إعادة التشييد الجزئي لشارع Mass Ave في Cambridge منذ بدايته بصفتها مديرة الخدمات الهندسية في the Department of Public Works (DPW). يهدف هذا المشروع، والذي يأتي بموجب Cycling Safety Ordinance لعام 2019، إلى إنشاء بنية تحتية للشوارع تدعم جميع وسائل النقل مع مراعاة احتياجات الشركات المحلية.

ومن منظور Kathy Watkins، مفوضة الأشغال العامة Public Works، كان اختيار Stokes لقيادة المشروع في هذا التحدي الكبير أمرًا بديهيًا. فرؤية Stokes كإحدى مُستخدمي الشارع المحليين وخبرتها في المشاريع الكبيرة مُتعدّدة التخصّصات جعلتاها المرشحة المثالية.

بشغفها للهندسة -ولتحدياتها العديدة والمتداخلة- والذي يظهر في انتعالها لأحذية العمل وارتدائها لسراويل العمل وعصابة رأس بوهيمية، يتجلّى حماس Stokes اللامتناهي. عندما انضمت Stokes إلى فريق DPW في Cambridge عام 2014، شاركت فورًا في مشروع إعادة تشييد Western Avenue، الذي تمّ إطلاقه لمعالجة الفيضانات وضغط التصريف في أوقات هطول الأمطار الغزيرة. كان المشروع يهدف أيضًا إلى تعزيز الخدمات والسلامة والجانب الجمالي في Western Avenue، والذي يعدّ بدوره ممرًا رئيسيًا آخرًا في Cambridge.

تقول Stokes: "في كل مرة أتنقّل فيها الآن على مسار الدراجات [من Western Ave] أراقب حالة الأحجار التي رُصف بها، وأتفقّد حالة Riverside Place"، وهو شارع قصير وضيق ومسطح يتفرّع عن Western Ave لينتهي بدون منفذ، وهي خصائص تجعل من تجمّع مياه الأمطار المتدفقة إليه تحديًا. تمّ تعديل التصميم لتوضع مصارف المياه في وسط الطريق مع ميل طفيف نحوها. يتم استخدام هذا التصميم الآن في دراسة تصميم بعض الشوارع المشتركة التي يجري العمل عليها، وهذا يُشعرني بالرضا.

وبحلول موعد إطلاق مشروع إعادة التشييد الجزئي لشارع Mass Ave، كانت Stokes قد أصبحت بالفعل خبيرة في التنقّل على طول هذا الشارع. أدركت Stokes منذ البداية أنّ مُعدّل مرور الحافلات على طول Mass Ave لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات جدولها الزمني — وهو أحد الأمور التي يسعى المشروع إلى تحسينها — ممّا دفعها إلى الاعتماد على المشي وركوب الدراجة الهوائية كوسيلة تنقّل أساسية، وتقليل استخدامها للسيارة. وبفضل ركوب الدراجة الهوائية، تمكّنت Stokes من تحديد الأماكن في Mass Ave التي شعرت فيها بانعدام الأمان أثناء القيادة في ظل غياب مسارات مفصولة للدراجات الهوائية.

وفي إطار التحضير للمشروع، قرّرت Stokes أن تستخدم السيارة على نحوٍ أكبر لاختبار أنماط حركة المرور المختلفة على مدار اليوم في Mass Ave. ممّا مكّنها من التعرّف بدقة على نقاط الازدحام من قبيل المناطق التي ينبغي فيها زيادة طول مسارات الانعطاف لليسار (لتوفير مسافة أكبر للتباطؤ واستيعاب المركبات التي تنتظر الانعطاف)، والمناطق التي تحدث فيها أكبر نسبة من الصدامات بين الدراجات والمركبات التي تنعطف إلى اليمين، بالإضافة إلى الأماكن التي تتطلّب إضافة معابر مشاة بناءً على وتيرة استخدامها.

وبذلك عندما طلبت Watkins من Stokes توفير رؤيتها الأولية للمشروع، كانت Stokes جاهزة بالفعل وقدّمت مقترحات سريعة لتحسين بعض المناطق بناءً على تجربتها الشخصية في التنقّل عبر هذه المنطقة.

وأشارت Stokes إلى أنّ الاجتماعات الأولية للمشروع كانت تصبّ تركيزها الأساسي على تصميم الشوارع، إلّا أن منظورها بصفتها "مُستخدمة لهذه المسارات" ساعد فريق المشروع على فهم الاحتياجات الحقيقية والتركيز على جوانب المشروع المهمة على نحوٍ أكبر. بدافع شغفها العميق بالهندسة البلدية (الحضرية)، أكدّت Stokes على ضرورة تقييم البنية التحتية الموجودة تحت الأرض بعناية، وتطوير تصميم يتناسب مع ظروفها، بحيث يمكن تنفيذه دون إحداث تغييرات كبيرة تحت الأرض (بما لا يتعارض مع الأنظمة الموجودة تحت الأرض كالصرف الصحي والتمديدات). قالت Stokes: " أحبّ دوري في سدّ الفجوة ما بين الجانب النظري لعلم الهندسة وصيانة الشوارع وأنظمة الصرف الصحي فعليًا".

وأشارت Stokes، في ظل وجود العديد من الأولويات المتنافسة في المدينة "... لعلّنا بحاجة إلى التفكير بعناية في كيفية تقسيم مراحل المشروع وتوفير التمويل المناسب على مدار سنواتٍ مالية مُتعدّدة." وستتركّز المرحلة الأولى من عمليات التشييد على الإصلاحات في البنية التحتية، لاسيما بين Roseland Street وWaterhouse Street، مع إجراء إصلاحات أخرى على طول الممر. ويجري حاليًا إعداد وثائق المناقصة الخاصة بالمشروع، ومن المتوقّع أن تبدأ أعمال التشييد في أوائل عام 2025.

ومع تزايد المعرفة بدور Stokes وتأثيرها في مشاريع DPW، بدأ الجيران وأفراد المجتمع بالتواصل معها لطرح مخاوفهم بشأن سلامة النقل في مختلف مناطق Cambridge. وفي هذا الصدد، تبرز ملاحظات Stokes وتفاعلها مع المجتمع لتؤكّد أهمية وجود موظفين يعيشون ويعملون في المدينة، إذ ستعزّز تجاربهم المباشرة وتفاعلهم مُتعدّد الأوجه مع الواقع من قدرتهم على إنجاز مشاريع تحويلية تنطوي على تغييرات جذرية مهمة.

وأضافت قائلة: "يُمثّل هذا التفاعل جانب محوري ومهم للغاية". نحن لا نعمل على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا اليوم فقط، بل نُخطط للمستقبل، للسنوات 25 وربما 100 القادمة". إذ نبني ونشيّد كل ذلك من أجل الأجيال القادمة."