تقرير تعريفي عن دور الموظفين: أخصائية الأرشيف تُعيد إحياء تاريخ Cambridge
17/مارس/2025
في الطابق الثاني ضمن الفرع الرئيسي من Cambridge Public Library يوجد كنز فريد من نوعه. إذ تُعدُّ قاعة الأرشيف في Cambridge موطنًا لآلاف المواد المؤرشفة المُتعلِّقة بتاريخ Cambridge، والتي تقوم أخصائية الأرشيف والأمينة الرئيسيَّة للمكتبة Alyssa Pacy بتنظيمها والإشراف عليها.
تُعدُّ Pacy أوَّل أخصائية أرشيف في المكتبة، ومنذ عام 2010، تولَّت التحدي الهائل المُتمثِّل في تنظيم أرشيف المكتبة من الصفر. إذ كانت مجموعة المكتبة محفوظة سابقًا في البرج العلوي للمبنى القديم قبل تجديد المكتبة، لكنها تشير إلى أنَّه لم يكن هناك توثيق دقيق لما كان موجودًا، وكانت السجلات محدودة للغاية.
"عندما وصلتُ إلى هنا، كانت جميع المواد مخزَّنة في صناديق بعد عملية التجديد، وعندما أعيد افتتاح المبنى، تمَّ إحضار جميع الصناديق إلى الداخل وبدأتُ العمل، لكن لم يكن هناك شيء أستندُ عليه، كان الأمر لا يُصدَّق"، وفق ما قالته Pacy. وأضافت قائلة "كان عليَّ أن أكتشف ما هو موجود، إذ لم يكن لدي أي فكرة عمَّا تحتويه المجموعة. وكانت هناك فجوات كبيرة بالفعل".
وسرعان ما أدركت Pacy أنَّ المجموعات الموجودة كانت تُعبِّر في المقام الأوَّل عن تاريخ الذكور من السكان البيض المنتمين إلى Harvard. إذ لم تكن هناك مجموعات توثِّق تاريخ المجتمع الأمريكي الإفريقي، كما كان هناك نقص في تمثيل مجموعات حقوق المرأة والمهاجرين والنشطاء في مجتمع LGBTQ+. وعليه، قررتْ العمل على تغيير هذا الواقع.
إذ قالت Pacy "غالبًا ما أكون خارج المكتبة أطوِّر علاقاتٍ جديدة ضمن المجتمع، لأنني بحاجة إلى بناء الثقة مع هذه المجتمعات، إذ تمَّ تهميشها لفترة طويلة، وخاصَّة من قِبل المكتبة فيما يتعلَّق بجمع الأرشيف".
وتشير إلى أنَّ بناء الثقة مع المجتمعات التي لم تحظَ سابقًا بخدماتٍ كافية قد يكون صعبًا، لكن أرشيف المكتبة يجب أن يُعبِّر عن القصص المهمة لهذه المجتمعات والأدوار الحيوية التي لعبتها في رسم معالم تاريخ Cambridge.
وقالت Pacy "كان المجتمع الأمريكي الإفريقي في Cambridge حاضرًا منذ البدايات تقريبًا. والذي عُرِفَ بكونه مجتمعًا صغيرًا من حيث العدد لكنه فعَّال جدًا، فضلًا عن تميُّزه من حيث ارتباطه الدائم بجميع الحركات السياسية والثقافية الكبرى في America". وأضافت "إنَّه مجتمع صغير لكنه مؤثِّر على نحوٍ لا يُصدق، ومن المحزن أنه عدم توثيق رحلته وإتاحتها للجمهور. لهذا، كان أحد أهدافي الأساسية هو سد هذه الفجوات".
إلى جانب تنظيم المجموعات، تتولَّى Pacy مسؤولية توثيق وحفظ وفهرسة ورقمنة المواد المؤرشفة. إذ تشمل المجموعات الرقمية الواسعة ملايين المقالات من صحف Cambridge، إضافةً إلى كتب سنوية من عدّة مدارس ثانوية، والعديد من الوثائق الأخرى. كما تعمل مع مئات الباحثين الذين يسعون للوصول إلى الأرشيف رقميًا أو حضوريًا.
"أتلقى حوالي 600 طلب مرجعي عن بُعد سنويًا. قد يكون الطلب حول أي شيء، ابتداءً من ‘أريد معرفة تاريخ منزلي’ إلى ‘أحتاج إلى نعوة شخص معين (المنشور في الصحف، والذي يتضمن عادةً معلومات عن الشخص المتوفى وسيرته)’ إلى ‘أريد الوصول إلى أرشيف الصحف التاريخية المُتاح عبر الإنترنت’"، وفقًا لما قالته Pacy. وأضافت "إحدى الطلبات المثيرة للاهتمام التي تلقيتها هذا الأسبوع كانت: ‘أبحث عن معلومات حول حفاري القبور وتجار الجثث (الأشخاص الذين كانوا يسرقون الجثث من المقابر لبيعها إلى كليات الطب لاستخدامها في التشريح والدراسات الطبية).’ لذا، فإن طبيعة الطلبات التي أتلقاها متنوعة للغاية".
تتعاون Pacy أيضًا مع مجموعات ومنظمات أخرى في Cambridge ضمن العديد من المشاريع. أحد المشاريع المُفضَّلة لديها مؤخرًا كان مع الفنانة Elisa Hamilton ومشروع Cambridge Black History. إذ أنشأت Hamilton جهاز تشغيل موسيقي قديم يعمل بالعملات المعدنية (Jukebox) تمَّ تحويله إلى عمل فني عام يعرض قصصًا مجتمعية داخل The Foundry. وحرصت Hamilton على تضمين قصص من مجتمع BIPOC في المشروع، وعرَّفتها Pacy على مشروع Cambridge Black History، الذي يستخدم الأرشيف على نحوٍ متكرر في أبحاثه لتوثيق تاريخ المجتمع الأمريكي الإفريقي في Cambridge.
